الشيخ السهلاني والدكتوراه الفخرية
الشيخ السهلاني والدكتوراه الفخرية
حين مُنح شاعرنا شهادة الدكتوراه الفخرية من قبل الإتحاد العالمي للمؤلّفين باللغة العربية في 25/10/1421 هج – 20/1/2001 م ، وقف الدكتور أسعد علي ، أُستاذ الأدب العربي في جامعة دمشق ، في احتفال كبير شارك فيه خطباء وشعراء ومحتفون ، وحضرته شخصيات علمية ودينية ، وقف ليشيد طويلاً بشاعرية الشيخ السهلاني ، وليبرهن على أنه يستحق بجدارة هذا الوسام ، لما له من نتاج شعري لا يستهان به ، وقد اقتنص الدكتور بيتاً من قصيدة الشيخ في حق الإمام علي (عليه السلام) ، ليجعله محور حديثه عن شاعرية السهلاني ، إذ استطاع شاعرنا الشيخ أن يحشد في هذا البيت معاني كثيرة بكلمات مختصرة في إيجاز جميل ودقيق ، حيث قال :
قد جئتَ في زمنٍ لم يفهموك بهِ *** وكلُّ جيلٍ يحيل الفهمَ للآتي
وأبدى الدكتور أسعد إعجابه الشديد بهذا البيت ، الذي لا ينتهي مدلوله إلا بانتهاء الأجيال ، فكلّ تلك الأجيال لم تفهم عظمة الإمام علي (عليه السلام) ، وغاية ما فعل كلّ جيل أنه أحال فهم عظمة الإمام للجيل الآتي . ومع أن الدكتور أسعد علي قد أشار إلى أن باقي شعر الشيخ لا يخلو من الترقّي الشاعري ، إلا أنّ هذا البيت كان يستحق لوحده أن يمنح هذه الشهادة الفخرية .
وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدلّ على أن سماحة الشيخ السهلاني ، يمتلك قدرة على اقتناص المعاني الجميلة ، وتطويع الأفكار الجموح بكلّ سهولة ووضوح وسلاسة .
وأزعم أنه لو تفرّغ للشعر ، ولم يترسّل كثيراً في مناحي الإخوانيات وما شاكلها ، لكان له صوت شعري أقوى ، ونتاج أكثر وأضخم وأهمّ . وما هذه الشهادة الفخرية إلاّ شاهداً حياً على أهمية هذا النتاج ، فكيف لو تفرّغ صاحبه وأعطاه جلّ اهتمامه ووقته وعنايته ، ثم توخّى تطوير قابليته متقصّداً الإبداع ، والإتيان بالجديد والطريف والمؤثّر .
وقد قدمت الدكتوراه الفخرية لسماحة الإمام الحجة العلم الشيخ محمد جواد السهلاني في احتفال مهيب حضرة أساتذة وعلماء السيدة زينب عليها السلام وكان من السادة الحضور الدكتور أسعد علي ، العلامة السيد عبد المجيد الخوئي ، [ آية الله ] السيد يوسف الطباطبائي ، العلامة الجليل الشيخ فاضل السهلاني ، وقد ألقيت العديد من الكلمات والقصائد بهذه المناسبة.