فيا لك نفحة من نسل طه
لسماحة الحجة العلم الشيخ محمد جواد السهلاني
يحار الكاتب لما يريد أن يكتب عن السيدة زينب بنت الإمام علي عليه السلام وهل يقوى هناك كاتب على الإحاطة بما حبا الله هذه الشخصية الفذة من صفات عظيمة تحلت بها هذه السيدة النبيلة بنت علي بطل الإسلام. اجل حباها الله بخصال نبيلة يوم العاشر من محرم الحرام .
فأي كاتب يقوى على وصف كل ما قامت به في هذا اليوم لست ادري؟
أليست هي شجاعة بما لهذه الكلمة من معنى الشجاعة وكانت صبورة إلى حدّ لايقوى الصابرون على مثله كيف لا وهي ترى الحسين عليه السلام وقد التف حوله القوم اللئام فأحاطوا به من كل حدب وصوب بسيوفهم ورماحهم ونبالهم حتى أردوه قتيلا فيا له من حادث هز الكون الإسلامي والإنساني أجمع.
ولم يكتب التاريخ عن رجل كما أصاب الحسين عليه السلام من زعانفة بني أمية الذين حاربوا الإنسانية والإسلام وما فيه من تعاليم سامية بدءاً بجدهم أبي سفيان وما تناسل منه ولكن شاء الله أن يكون الحسين عليه السلام منتصراً في هذه المعركة لقوله تعالى (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ )[آل عمران : 169]فليت شعري كيف ترى حالة زينب لما تكون على كثب من هذا الموقف المؤلم ولكن نجدها الصبورة الصابرة وليس هذا بمصابها الأول فقد سميت بأم المصائب بفقدها جدها الرسول العظيم وأبيها أمير المؤمنين وأمها فاطمة الزهراء وأخيها الحسن وناهيك عن مصاب يوم العاشر من محرم سنة إحدى وستين مضافا إلى مارأته بأولادها وأولاد أخيها الحسن كالقاسم وبعض من بني هاشم مضافا إليه ما شاهدته من ويلات وويلات من حرق الخيام والتفاف الأطفال حولها كأنهم لايرون لهم ملجأ من الأعداء الطغاة الذين هم حرب للإسلام والمبادئ الإنسانية في ذلك اليوم الذي اهتز له العالم الإسلامي بقضه وقضيضه .
واعتقد أن الكاتب مهما بلغت فيه البلاغة والفصاحة قاصر عن وصف ما جرى يوم العاشر وتصوير مشاهده المؤلمة والتي لم يذكر التاريخ لها مثيلاً وستبقى هذه الذكرى العطرة لموقف زينب العظيم مدى القرون والأجيال.
فسلام الله عليك وعلى أبيك العظيم وجدك منقذ الإنسانية جمعاء فقد أوجب الباري علينا مولاة هذه الأسرة العظيمة لقوله تعالى( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى )الشورى23.
واليك يامولاتي شعوري صغته بالأبيات التالية فتقبلي هذا الشعور ممن والاكم أهل البيت :
فيا لك نفحة من نسل طه
أزينب يا بنت الطهر الإمام
وبنت محمد هادي الأنام
واني لم أجد بين البرايا
كريمةَ محتدٍ بنت الكرام
فيالك نفحة من نسل طه
رعاك الله حفظا للذمام
فقد كنت الملاذ لكل طفل
بيوم فيه جل عن الكلام
تحيط بشخصك الأطفال حفظا
لأرواح لهم يوم الحمام
ولم يرعبك جيش من طغاة
من الأوغاد أولاد اللئام
فكنت بجانب العباس حينا
وفي جنب الحسين المستظام
وكنت بشخصك مثلت حزماً
اسوداً دون موقفك الهمام
عليك تحية الرحمن تترى
برغم الحاقدين من الطغام |