• الموقع : موقع آية الله الشيخ محمد جواد السهلاني .
        • القسم الرئيسي : من هنا وهناك .
              • القسم الفرعي : دراسات ولقاءات .
                    • الموضوع : الشيخ السهلاني وجريدة الزمان .

الشيخ السهلاني وجريدة الزمان

الشيخ السهلاني وجريدة الزمان

http://www.alsahlani.com/files/part2/09.doc



صحفي وشاعر ولغوي وسياسي تلقي دعماً من الشبيبي وجواد في مجلته ( المكارم ) وشجع العشائر علي اعمار الجانب الايمن من دجلة
2007/07/01
 
السهلاني نقل معارفه من النجف الي مشروع التنوير في البصرة

عبد المجيد فرج الله
قرأتُ، إذن، مرةً أُخري من خلال نثار شعره المتبقّي شعرَ الآباء والأجداد، ووقفتُ علي همومه وهمومهم الصغيرة والكبيرة، وأُسلوبه الذي لم يكن غريباً عليّ، خاصةً وانني قد ربيتُ في أُسرة تتعاطي الأدب والشعر قديمه وحديثه كما تتعاطي شرب الماء.
ولذّ لي ذلك، دون أن يُعكّر صفو مزاجي المستسلِم للماضي هبوطٌ هنا، أو تكرار هناك، حتي انتظمتْ أغلب الأمواج، وهي تستعيد ما بين أصابعي شكلاً قريباً من شكلها الأول، حينما جمعه ديواناً منذ كان في العراق، قبل أن تبعثره أوراقاً (موجةً، موجةً) يد الزمن الرديء.
فإذا استوي علي سوقه وأعجب، وقدّمته إلي قوام نخيل العراق (الجواد السهلاني) فرِح به، وكأنّ زمناً هارباً وأياماً غاربة من العمر عادت طوع يديه.
وكان لا بدّ من أن يبدي ملاحظاته وإضافاته، فكانت صوراً ووثائق ونثراً له ولغيره، أراد لها الشيخ السهلاني أن تُعانق نبضه الشعري حتي في ديوانه، وفاء لذكري خلاّنه وأبناء حُبّه وإخوة دربه. ولم أكتمه عدم رغبتي في ذلك حفاظاً علي منهجية الكتاب ورشاقته ووحدة موضوعه، لكنّه أصر بلطف، وسكتُّ بحياء، وكلي احترام لذلك الشعور الفيّاض الذي يُكنّه لأصدقاء ماتوا وخلّفوه، فأبي إلاّ أن يعيشهم كلّ آن ويحضنهم بشعره وشعوره إلي الأبد.
وبعد:
فمع كلّ ما بُذل من أجل جمع شعره، إلاّ أنّ الذي ضاع أو فُقد أو حوصر كثير..
ومع أنّ التباين واضح بين بعض القصائد وبعضها الآخر، إلاّ أن ذلك البعض الذي هو دون صنوه الأول كان نتاجاً في أيام الكبر والمرض، أو بالأحري في أيام قهر الكبر والمرض لأنه عندما يُطلق بوحه الشعري، فإنه يقول: لا للمرض والوهن والسكوت.. نعم للشباب والحياة والأمل.
هذا الشعار الصارخ بمباشرته هو نفسه شعره الصارخ بمباشرته، لكنه دليل علي عطاء لم ينضب بعد وهذا ما جعلني أُكبره، وهو يتفجّر بحيوية شبابية مفقودة من كثيرين، فإذا بي أُنشد مرتجلاً:
شيخَ الشبابِ: عرائسُ الشِعْرِ
تفديك بالأرواحِ والعمرِ
وهّجتَ في دمها ائتلاقتَها
وسكبتَها في مطلعِ الفجرِ
فإذا بها حلُمٌ وقافيةٌ
وعميقُ نجوي في فمِ الزهرِ
تهفو إليك.. فضُمَّها شَفَقاً
وانشرْ جدائلَها علي الدهرِ

علي ضفاف شطّ العرب، وعلي أنغام أمواج الخليج العربي، وعلي ذكريات المربد البصري، كانت أصداء القافية العربية مهرةً أصيلة تتواتر في جنبات ثغر العراق الباسم. وكان شعراء فحول يتتالون علي منصتها فيتمايل السعف المكتظ، ويشف البلح اللؤلؤي، ويتراقص قوام الحنّاء الرشيق، وتصغي الأرواح وتصيخ الأسماع وتطرب القلوب لبيت من هذا، أوقصيدة لذاك. وكان الشيخ السهلاني واحداً منهم فكما عرفته البصرة عالماً وكيلاً للمرجعية الدينية ردحاً من الزمن، عرفته كذلك أديباً شاعراً مطبوعاً شنّف أسماعها وأسماع أبنائها بقصائد كثيرة فعلت فعلها في ذاكرة الأجيال البصرية، ومعها النجفية ؛ حيث كانت في النجف الأشرف ولادته (1330هج، 1911م) ودراسته الدينية التي باشرها منذ نعومة أظفاره، حتي توافر علي حصيلة مهمة جداً من علوم الدين والعربية.
ولقد كانت سحنته البصرية التي هي الطيبة والبساطة والرقة الحانية والوداعة الشفيفة بادية لكلّ من عاشره وعايشه واستمع إليه ونهل منه. وأنت أمامه يتملكك شعور عميق بأُبوّة هذا الرجل، لكنك لن تحسّ به إلا صديقاً حميماً، بروحيته الشابة الشفافة، ولطافة مجلسه الأريحي.
وقد كتب عنه وترجم له أكثر من واحد من مترجمي رجالات العلم والأدب فهذا الأُستاذ علي الخاقاني في كتابه شعراء الغري يقول عنه:
" من الشباب الروحي الذي عني بالأدب زمناً ثم عركه الدهر فانتحي عنه جانباً، وهو أحد لداتنا الذين نشأنا معهم في الجامع الهندي، ومن أُسرة رمقها المجتمع، وقد واصل الدراسة في النجف منذ النشأة علي يد أساتذة فضلاء، فنال قسطاً من العلوم، ونصيباً من الفضل، وهو اليوم يعيش في ماركَيل من لواء البصرة كمرجع ديني ".
وذكره الشيخ الأميني في معجمه قائلاً:
"عالم روحي، وكاتب مبدع، متتبّع، عني بالأدب، وتعاطي النظم، ونال قسطاً منهما، انتقل إلي البصرة واستوطنها " .
وقد اقتطفت مجلة (لموسم) في عددها الأول سنة 1989 من مستدرك شعراء الغري ترجمة وافية للشيخ محمد جواد السهلاني، منها:
"هو الشّيخ محمد جواد بن الشيّخ علي بن الشّيخ عبد الرّضا بن الشّيخ جواد الحاج جبر السّهلاني الحميري النّجفي.
عالم جليل، وشاعر أديب من مشائخ العراق المعروفين، وأعلامه المبرزين.
ولد في النّجف الأشرف، بمحلّة الحويش، سنة (1330هج/1911م)، وبهذه الحاضرة العلميّة الكبري تربّي ونشأ، وفي ظل أسرته العريقة شبَّ بين لداته، وامتاز بين أقرانه رجل علمٍ، وأدبٍ، وفضيلة.
وآل السّهلاني من عشائر العراق المعروفة بالقوّة والعدد،ترجع بنسبها العربيُّ الوضّاح إلي (حمير) القبيلة الشهيرة الّتي نزحت فيمن نزح من الجزيرة العربيّة إلي العراق ابان الفتح الإسلامي المظفّر، وتتحد العشائر الحميريّة في جنوب العراق خاصة فيما بعضها باتحادات عشائريّة، وأهمّها عشائر آل سهلان وينضوي تحت هذا الإسم:آل ازيرج، وأسماء أخري مثل:البوحواله، والبوحميرة، والبوخضير، والبوناصر، والبووطيوط، والبويوسف. وهناك عشائر أخري تمت لهذا الاتحاد بالنّسب الواحد، مثل: طفيل، والسّواعد، وغيرهم الكثير من العشائر الّتي يصعب تعدادها حيث أن العديد من العشائر العراقيّة في الجنوب وحوض الفرات تنتسب إلي حمير. أمّا فروع آل السّهلاني خاصّة، فإنَّ منها:
آل جمعة، والبوكريدي، وآل صبيح، والخميسات، وآل حرامي، والمدليات، والجابر، وعبادة، والمخاصيم، والبوعقيب.

نسب وأُسر وبيوتات
ويتّصل نسب الشّيخ السّهلاني ببيت من أشراف السّهلانيين ومشائخهم كان يقيم في منطقة (أم الفطور) التابعة إلي (الناصريّة)، ومكانهم الأساسي كان(المنتفق) وقيل موضع (النيل) في الحلّة عند الفرات الأوسط، ثمَّ انتشروا في الناصريّة والعمارة و ضواحيهما، فحوالي سنة (1155هـ /1742م) نزح من أراضي (البدعة) التّابعة لقضاء (الشّطرة) ـ عطوان بن ربيع بن محمود ـ من آل ازيرج، مع أُسرة آل محمود، وآل سهلان، والبو سعد، والعبيات، ولهذه الهجرة سبب واحد، هو أنَّ إمارة المنتفق كانت تخشي من قيام إمارة الموالي علي جانب دجلة الأيمن، فصارت تشجّع عشائر (الغرّاف) علي النّزوح لهذا الجانب تعزيزاً لقوّتها، فسكنت تلك الأسر الأربع بالقرب من المجر الصّغير، وبعد مضي زمن غير قصير نشأت خصومات بين هذه الأُسر الأربع المهاجرة، فعاد إلي (الغرّاف) كل من (آل السّهلان) و (البو سعد).
والأراضي التّابعة لهذا الاتحاد العشائري، كانت حتّي أواسط هذا القرن تشمل ذنائب (المجر الصّغير)، وقناة (البتيرة) التي تشمل المستنقعات التي تزرع الشّلب، وتقع معظم الأراضي في الدّاخل بعيدة عن نهر دجلة، وتزرع الحنطة والشّعير والذّرة أيضاً، وكان من المشائخ المعروفين عندهم (سلمان المنشد) و(شواي الفهد). وفي النجف الأشرف من السهلانيين العديد من البيوتات، وبيت المترجم له كان من ارفعها عماداً، وأكثرها اشتهاراً بتعاطي الأدب والعلم، مع أسرة آل سبتي الذين هم أبناء عمومتهم، ونبغ منهم الشاعر النابغة الخطيب الشهير في عصره الشيخ كاظم آل سبتي السهلاني (1258 ـــ 1342هج/1842 1923م) الذي برع بالخطابة الحسينية وتقدم فيها حتي لم يكن في وقته من يماثله أو يشاكله في سعة الخبرة وطول الباع وعلو الكعب في الضبط وغزارة المادة وحسن الإلقاء وانتقاء المواضيع، واختيار الصحيح المأثور. وممن ذكر الأسرة المؤرخ الشيخ جعفر آل محبوبة، ومما قال عنها: "من بيوت الأدب العربية المنحدرة من أصل عربي صحيح، من عشائر الفرات المعروفة، وهم آل سهلان، وتوجد منهم أفخاذ كثيرة ذات عدد وافر في لواء المنتفك، وهم أهل نجدة وبأس، وآل سهلان الطائفة الفراتية التي تشغل قسماً كبيراً من فرات الكوفة قطنت الفرات من عهد قديم". ومنهم بيت السهلاني في محلة المشراق في النجف، اشتهر منهم الشيخ علي السهلاني، وهو من أهل العلم البارزين، عُرف في الفضل، واشتهر بالعلم، وكان من مشاهير أهل الصلاح، وله بقية حتي اليوم. وأوّل من نزح إلي النجف من أُسرة المترجم له هو والد جدّه الشيخ جواد، وكان من أهل العلم، غير أنّ ولده الشيخ عبد الرضا (جد المترجم له) بلغ من العلم ما لم يبلغه والده، وقد ولد سنة 1235هج، وكان من أهل الفضل الموصوفين بالنباهة والفطنة ويعد في طبقة الشيخ جعفر البديري والسيد صالح السيد حمد الحلي، وممن أدركه المؤرخ الراحل الشيخ جعفر محبوبة، وقال في وصفه: "هو شيخ كبير حسن الشكل نظيف الثياب معتدل القامة، يعلوه وقار وهيبة، تخرج بعد وفاة الشيخ كاشف الغطاء علي العلاّمة الشيخ محمد حسين الكاظمي والشيخ محمد طه نجف والآخوند الخراساني صاحب الكفاية، ثم سافر مدّة وسكن عربستان بقصد الهداية والإرشاد، وهو من المجاهدين جاهد مع جملة من عربستان وحارب الإنجليز في الحرب العالمية الأُولي، ولما تفرّقت الجيوش الإسلامية عاد إلي النجف حتي انقضت الحرب، وعاد إلي مقرّه الأصلي، ثم سكن العمارة وغيرها من البلدان. قضي عمره الشريف بالإرشاد والهداية إلي أن توفّي في البصرة سنة (1361 هج ـ 1941م)
، ونُقل إلي النجف الأشرف ودفن في حجرة الصحن الشريف من جهة القبلة... أنبه أحفاده الشيخ محمد جواد بن الشيخ علي يقيم في ماركَيل، وهو من أهل الأدب والكمال ". ذاق السهلاني مرارة اليتم وهو في الخامسة من عمره الشريف، فقد انتقل والده الشيخ علي السهلاني إلي جوار ربّه سنة (1335 ـ 1916) عن عمر يناهز الأربعين،
مخلّفاً ولدين وبنتين، الولدان هما الشيخ محمد جواد (المترجم له) والشيخ محمد تقي السهلاني المتوفي سنة 1400 هج ـ 1980م، وكان الشيخ علي من أوائل المحصلين في العلوم الدينية ومن الشخصيات المرموقة، ومن أقرانه العلاّمة الحجة الشيخ حسين الحلي، وكان من زملائه في الدرس، ومن آثاره تعليقة علي حاشية الملا عبد الله في المنطق، ومجموعة شعرية تحمل اسم (الدهر وشجونه)، وعلي كلّ حال فقد نشأ ـ الجواد ـ تحت رعاية جدّه العلم المجاهد والحجة المفضال، وحظي برعاية أساتذة أكفاء في العلوم الدينية والعربية في جامعة النجف الكبري، ومنهم الشيخ محمد تقي صادق العاملي والشيخ محمد طه الكرمي والشيخ محمد علي الدمشقي والشيخ محمد رضا آل كاشف الغطاء والشيخ محمد جواد الجزائري، وحضر بعض الوقت ـ بحث الخارج ـ لدي السيد أبو الحسن الإصفهاني، ومن اقرانه في التحصيل السيد موسي آل بحر العلوم والشيخ محمد جواد الشيخ راضي والشيخ عبد الوهاب الشيخ راضي والشيخ علي الخاقاني، والخاقاني رحمه الله أشار إلي هذه الفترة من الزمالة مع شيخنا الجواد بشيء من الإكبار...
الشاعر مصلحاً وداعية
عاني الشيخ السهلاني صياغة النظم في سنّ السادسة عشر، بتشجيع من المرحوم الشيخ مهدي الحجّار، وكان يعرض ما ينظمه علي أُستاذه الحجّار فيصلحه له ويهذبه، وكان لأُستاذه دور في تنمية هذه الموهبة لديه إذ كان يُلزمه بحفظ شعر المتنبي والأرجاني ويمتحنه يومياً ويتابعه لأجل ذلك، وكذلك فإنّ للبيئة النجفية التي جُبلت علي حب الشعر وإنشاده وتعاطيه أثرها البيّن، وأوّل ما نظمه قوله في الحنين إلي النجف الأشرف بعدما انتقل منها مع جدّه الذي اختاره المرجع الديني في عصره السيد أبو الحسن الأصفهاني ليكون ممثلاً عنه في العمارة...
ويضمّ ديوانه المخطوط الذي سمّاه (الأمواج) أكثر من أربعين قصيدة ومقطوعة، جلّها في الإخوانيات والمناسبات، وهناك مقاطع لا تخلو من النادرة الذكية، كقوله في وزارة الباججي:
سقطتْ وزارتُنا، وشُكّلَ غيرُها
لا خيرَ في الأُولي ولا في الثانيةْ
الرأسُ فيها الباججيُّ، وكلُّهم
يتنازعون علي كراعِ الماشيةْ
ويعكس السهلاني نظرته لمنظوماته فلا يجانب الحقيقة، ويبدو بواقعيته الصافية في وصف شعوره، كصفاء روحه، وسلامة ضميره، وتواضعه الجمّ. وابان وجود السهلاني في العمارة إتجه لمزاولة الصحافة، وعقد العزم علي ذلك، فأصدر مجلة (المكارم) أواخر الثلاثينيات، وساهم فيها عدد من الباحثين المرموقين، كالشيخ محمد رضا الشبيبي، والدكتور مصطفي جواد وغيرهم، وكان هذا العدد اليتيم طافحاً بالنقد للحكومة آنذاك، وما هان علي أعداء المكارم أن يرتفع مثل هذا الصوت الحر بين ظهرانيهم فأقبروا هذا المشروع وهو في أول ثمراته.
بعد ذلك صرف نظره عن الصحافة، إلي مجال الخدمة الدينية والإجتماعية، وهو مجال يليق به وبأُسرته الذائعة الصيت بطيب المحتد والكرم والأصالة، خاصة بين الأوساط العشائرية في الجنوب العراقي، واشتغل في مجال الدعوة والإرشاد بحماس الشباب وحنكة الشيوخ، واستطاع أن يبرز في تلك الأوساط كواحد من المصلحين المحترمين، حتي أنّ أهالي البصرة بعثوا الوفود إلي النجف لاستحصال موافقة المرجع الديني الإمام السيد محسن الحكيم لينضم السهلاني إلي أُسرة علماء هذه المدينة الكبري، فلبّي نداء الواجب وحط رحاله فيها، وقام فيها بخدمات جليلة، ومن بوادره الخيّرة التي تعكس ولاءه الصادق لأهل البيت النبوي ـ عليهم السلام ـ تأسيسه لموكب النصر الحسيني الذي كان يؤم العتبات المقدسة في المناسبات الدينية، وكذلك سعيه نحو الوحدة الإسلامية بخطوات عملية، بإقامته للاحتفالات السنوية بمناسبة استشهاد الإمام علي (عليه السلام) وكان يحاضر فيها نخبة ممتازة من علماء وأُدباء العراق ؛ من الفريقين، ثم تُجمَع هذه النتاجات ضمن كتاب يصدر سنوياً ويوزّع بالمجان. ولا ننسي مبرّات السهلاني ومشاركته في مؤسسات الرعاية الخيرية والإجتماعية.ومن آثاره الخالدة تأسيسه المسجد الكبير في محلّة الأصمعي بالبصرة، والذي يعرف (بجامع الشيخ السهلاني) ويُعد من أكبر مساجد البصرة، مساحته ثلاثة آلاف متر مربع، وقد أنشأه سنة (1385هج / 1966م)وأرّخ البناء غير واحد من الشعراء كالسيد موسي بحر العلوم، ومحمد جواد جلال، والشيخ أحمد الوائلي... وتعرّض السهلاني من أجل بنائه لمضايقات كثيرة من بعض المرتزقة المحسوبين علي مؤسسة الأوقاف، إلا أنه استطاع أن يتجاوز ذلك بصبر وأناة وجلَد، وأن يُتمّ بناء مسجده.

نفيه إلي داقوق.. الحوزة والشيوعيّة
بعد عام 1958م واجه العراق فترة عصيبة من المد الشّيوعي، ووقفت الحوزة العلميّة في النّجف الأشرف في مقابل هذا التّيار، وأصدرت الفتاوي وجنّدت كل طاقاتها وإمكاناتها ضدّه، وكان علماء الدّين في مقدّمة الّذين تطوعوا للدّفاع عن حياض الإسلام وكشف انحراف النظام وزيغ المبادئ الشّيوعية التي كاد يفتتن بها الشّباب، وطفق الخطباء يطوفون العراق من أقصاه إلي أقصاه في سبيل التّبليغ والإرشاد وحمل فتاوي النّجف وشرحها وبيان موقف المرجعيّة من المد الأحمر.
وفي البصرة كان النّزاع علي أشدّه، ونزل علماؤها إلي ميدان التّوجيه وإيضاح الموقف الدّيني وكشف التّباسات الواقع الذي كانت تحتمي به تلك الزّمر الحاقدة علي الدّين، وقام السّهلاني بنشاطات واسعة في صدها عن تحقيق هدفها مما حدا بالسّلطات إلي مضايقته، فأصدر الحاكم العسكري صالح العبدي أمراً بإبعاده إلي (داقوق) من محافظة (كركوك) وفرضت عليه الإقامة الجّبريّة هنالك، وتدخّلت المرجعيّة للإفراج عنه ورجع ولكن إلي كربلاء أخذاً بنصيحة الإمام الحكيم، وبعد أن خفّت حدّة التّوتّر رجع إلي البصرة مزوداً بكتاب للإمام الحكيم في وجوب مؤازرته ومعاضدته والالتفاف حوله.
آثاره:
1ـ ديوان شعر ـ مرّ وصفه وهو بعنوان الأمواج ـ.
2ـ الأحوال الشخصية، ومصدرها القرآن الكريم.
3ـ رسالة موجزة في علم المنطق.
4ـ المسائل الشّرعيّة والعقل السّليم.
سفراته:
سافر ثلاث مرات لحج بيت الله الحرام، وطوّف غير مرّة في مصر، والأردن، ولبنان، وفلسطين، وإيران، وتركيّا، والبحرين، والكويت، والمملكة المتّحدة، وأمريكا.
وغادر العراق عام1982 إلي الكويت، وبعد عام تقريباً لحق بالشّام ومازال فيها، ويقوم بممارسة بعض النّشاطات الدّينيّة والاجتماعيّة بما يناسب شيخوخته، وقدر ما تسمح بها نفسيّته المتعبة لما لحقه من الأذي والغربة بما يعبّر هو بقوله في ذلك:
وها إنّي بليتُ بكلِّ رزءٍ
تخرُّ لهولهِ شمُّ الجبالِ
تكاثرت الهمومُ عليَّ حتّي
(تكسّرت النصالُ علي النصالِ)
Azzaman International Newspaper - Issue 2736 - Date 2/7/2006

جريدة (الزمان) الدولية - العدد 2736 - التاريخ 2/7/2006


  • المصدر : http://www.alsahlani.com/subject.php?id=10
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 07 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2023 / 03 / 29